حكاية الحمار
بما أن سكني كان في
باب توما والصيدلية بسوق الخيل اضطررت أن أشتري حماراً لينقلني من جهة إلى أخرى
وكان هذا الحمار ينهق دائماً ولما كنت أربطه على باب الصيدلية كان يقلق الجيران
بصوته المزعج ويقلقني ولما أذهب إلى منزل أمين أفندي الجندي كنت أربطه قرب الباب
غير أنه كان يبدأ بالنهيق إلى مالا نهاية حتى يضطر الأفندي إلى السكوت أحياناً
والنظر إليَّ بلطف فكنت أخجل منه وفي أحد الأيام بينما كنت أقرأ كتاباً افرنسياً
اسمه تذكار الحمار رأيت به فقرت ذكرت أن اللصوص إذا أرادوا سرقة حمار ربطوا ذيله
ليمنعوا نهيقه وقرأت سيرة عنترة بن شداد فرأيت بها أن متى أراد إخفاء صوت أبجره
ربط بزيله كي لا يصهل فصرت أعلل هذه المسألة طبياً وعرفت أن الحمار متى أراد
النهيق يحرك ذيله خصوصاً إلى الأعلى ولربما هذه الحركة تسعفه على النهيق أما إذا
ثقل ذنبه فيبطل نهيقه لذلك ارتأيت أن أجرب لأن التجربة أقوى الأدلة العقلية
والنقلية فأخذت معي عياراً نحاسياً من الصيدلية وربطته بذيله وبعد برهة بدل ما
أسمع نهيق الحمار سمعت نهيقاً آخر يشتم الحمار وصاحبه فنهضت لأرى سبب ذلك وشاهدت
رجلاً من الأعيان يقول لمن هذا الحمار الذي يرفس كل من مر بجانبه وما هذا الثقل
المعلق بذيله فأخبرته القصة ضاحكاً قال إن نهيقه لا يضر كرفسه فارفع عنه هذا الثقل
ودعه ينهق ما شاء ولا تدع المارين تنهق ضدك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق