الجمعة، 20 نوفمبر 2009

شمدين آغا


شندين آغا
إن شندين آغا من عائلة معتبرة من قبيلة الأكراد وهو رئيس قبيلة الدقورية أتت من جهة ماردين وقد كان كريم النفس جداً ، فتح محلاً للضيافة حتى أنه كان يوجد في كلي يوم عنده عدد عظيم من الضيوف يأكلون ويشربون على مائدته . وكان منزلهُ في الصالحية يجلس أمامه على مقعد مخصوص وله عدة أولاد أحدهم سعيد باشا الذي بعدما تقلب في مناصب عديدة اتصل أن يصير أمير الحج وقضى حياته بهذه الوظيفة وأصبح غنياً جدا ًوكان له ابنة وحيدة تزوجها أحمد باشا اليوسف وتوفت في حياته وقد خلف معظم تركته إلى حفيده الذي تعين مكانه في غمارة الحج رغماً عن صغر سنه وهو باقٍ في إمارة الحج حتى الآن ويدعى عبد الرحمن باشا اليوسف وهو أغنى وأكرم رجل في سوريا وقلّ من يكون غنياً كريماً وقد كان سعيد باشا أو متصرف تعين على البلقاء وتوفي بغنى عظيم .

شندين آغا والبدوي
أمر أحد ولاة الشام بشنق بدوي لذنب ارتكبه وبالصدفة كان شندين آغا حاضراً فتوسط لدى ولاة الأمر حتى عفي عنه وبعد بضع سنوات تغيب شندين آغا عن دمشق لأسباب لا نعلمها وترك عائلته في الشام وكان كل سنة يأتي إلى منزله شخص يدعي أنه آتٍ من قبل شندين آغا ومعه كل مؤونة البيت من قمح وشعير وسمن وأرز وما شاكل وظل على هذه الحال نحو أربع سنوات حتى حضر شندين آغا وعاد إلى دمشق . فسأله أهل بيته عن الشخص الذي كان يرسل لهم معه مؤونتهم السنوية ، فتعجب من كلامهم وقال لهم أنه في مدة غيابه لم يرسل شيئاً فانذهلوا لقوله وفي آخر السنة أتى ذات الشخص ومعه المؤونة المعتادة وقال لهم أنها مرسلة من شندين آغا ، فخرج عندئذٍ للقائه وحين رآه عرفه فسأله عن سبب عمله ، أجابه أرجوك عتقي لأنك من حين توسطت لي وخلصت حياتي أوقفتها لك وأقسمت يميناً أن ثمرة أتعابي تكون كلها لك وها قد مرّ عليَّ خمس سنوات أقدم لمنزلك كل ما أجنيه فعتقه شندين آغا شاكراً له هذه المروءة التي دعته أن يتذكر ما أجراه معهُ من المعروف . فلله أين توجد هذه المروءة وهذا الكرم والوفاء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق