الاثنين، 23 نوفمبر 2009

ناكر العروف -دز شكر الخوري


ناكر المعروف
في أحد الأيام بينما كنت ذاهباً إلى الصيدلية فلما وصلت إلى الجهة الشمالية من الجامع الأموي سقط الحمار بي لأن أزقة دمشق كلها مبلطة فأخذت الأرض بيدي وبقيت رجلي معلقة بالركاب فمر بي رجل كنت أداويه مجاناً مدة ثلاثة أشهر نظراً لفقره ورآني بهذه الحالة وبقي ماشياً دون أن يلتفت بي وأخيراً أتى شخص أجهلهُ ومسك الحمار فخلصت رجلي منهُ ولما نهضت قائماً رجوته أن يمسك الحمار قليلاً وأسرعت خلف الرجل الأول ولما وصلت إليه تناولت الكرباج وضربته به على رأسه ضرباً أليماً وكنت متهيجاً جداً فأتى أصحاب الدكاكين المجاورة وكانوا يعرفونني وسألوني عن سبب ضربي الرجل فأخبرتهم حكايتي معه وكادوا يسحقونه من الضرب لنكرانه معروفي أخيراً تركته وأخذت حماري وسرت0


الأحد، 22 نوفمبر 2009

حكاية الحمار


حكاية الحمار

بما أن سكني كان في باب توما والصيدلية بسوق الخيل اضطررت أن أشتري حماراً لينقلني من جهة إلى أخرى وكان هذا الحمار ينهق دائماً ولما كنت أربطه على باب الصيدلية كان يقلق الجيران بصوته المزعج ويقلقني ولما أذهب إلى منزل أمين أفندي الجندي كنت أربطه قرب الباب غير أنه كان يبدأ بالنهيق إلى مالا نهاية حتى يضطر الأفندي إلى السكوت أحياناً والنظر إليَّ بلطف فكنت أخجل منه وفي أحد الأيام بينما كنت أقرأ كتاباً افرنسياً اسمه تذكار الحمار رأيت به فقرت ذكرت أن اللصوص إذا أرادوا سرقة حمار ربطوا ذيله ليمنعوا نهيقه وقرأت سيرة عنترة بن شداد فرأيت بها أن متى أراد إخفاء صوت أبجره ربط بزيله كي لا يصهل فصرت أعلل هذه المسألة طبياً وعرفت أن الحمار متى أراد النهيق يحرك ذيله خصوصاً إلى الأعلى ولربما هذه الحركة تسعفه على النهيق أما إذا ثقل ذنبه فيبطل نهيقه لذلك ارتأيت أن أجرب لأن التجربة أقوى الأدلة العقلية والنقلية فأخذت معي عياراً نحاسياً من الصيدلية وربطته بذيله وبعد برهة بدل ما أسمع نهيق الحمار سمعت نهيقاً آخر يشتم الحمار وصاحبه فنهضت لأرى سبب ذلك وشاهدت رجلاً من الأعيان يقول لمن هذا الحمار الذي يرفس كل من مر بجانبه وما هذا الثقل المعلق بذيله فأخبرته القصة ضاحكاً قال إن نهيقه لا يضر كرفسه فارفع عنه هذا الثقل ودعه ينهق ما شاء ولا تدع المارين تنهق ضدك .

السبت، 21 نوفمبر 2009

حجرة صلاح الدين الايوبي


حجرة صلاح الدين الأيوبي
عندما زار ضياء باشا قبر صلاح الدين الأيوبي ورآه بحالة دارسة قال لمن حوله أهكذا تفعلون بمحافظ الدين والإسلام والمدينة ألا تذكرون أنه هو الذي أعاد هذه البلاد إلى الإسلام بتعبه وجهاده ولولاه لما كنتم فيها الآن فيلزم أن نصلح هذه القبة ونقيم له مقاماً لائقاً به فادَّعوا عدم وجود الدراهم قال إن أوجدها لكم وعمل لائحة وزّع بها على بعض الذوات قدراً معلوماً حتى جمع مبلغاً غير يسير وأقام حجرة عظيمة باقية حتى اليوم .
وصلاح الدين الأيوبي هو الذي حكم سوريا ومصر وكان أعظم حاكم بالعدل والإنصاف وقد حفظ له التاريخ ذكراً مجيداً وحسنات وشهامة لم يذكرها لسواه حتى أن أعداءه الصليبيين يشهدون له هذه الشهادة وكان عدوه الأكبر ريكاردوس قلب الأسد ملك الإنكليز فكانا عند انتهاء المواقع يجتمعان ويأكلان سوية وفي الحرب يعودان إلى العداء ولما تهادنا رجع ريكاردوس إلى مملكته وبقي صلاح الدين في بلاده وتوفي بدمشق ولم يخلف شيئاً من المال فدفن في القلعة الأول ثم نقل إلى الصالحية ثم إلى جانب الجامع الأموي الشريف حيث لم يزل هناك .

البيمارستان النوري كما يتحدث عنه الكتور شاكر الخوري في اواخر القرن التاسع عشر



مستشفى نور الدين
كان في دمشق مستشفى قديم جداً بناه نور الدين وأوقف له أوقافاً عظيمة وعين فيه أطباء ومستخدمين عديدين منهم فئة وجدت أسماءهم في دفاتر قديمة في هذا المستشفى كانت تدعى المطمنين ووظيفة المطمن أن يجلس في غرفة قريبة من محل المريض بحيث يسمع صوته ويقول أن الطبيب أخبرني عن فلان النائم في الفراش الفلاني أن مرضه بسيط جداً وسيشفى عن قريب فحين يسمع المريض هذا القول يتنشط ويكون النشاط سبباً لشفائه فانظر إلى هذه العادة الجميلة التي غفلت عنها مستشفيات عصرنا .
أما حالة هذا المستشفى الآن فهي عبارة عن بناء قديم من تلك الأيام وأوقافه

الجمعة، 20 نوفمبر 2009

شمدين آغا


شندين آغا
إن شندين آغا من عائلة معتبرة من قبيلة الأكراد وهو رئيس قبيلة الدقورية أتت من جهة ماردين وقد كان كريم النفس جداً ، فتح محلاً للضيافة حتى أنه كان يوجد في كلي يوم عنده عدد عظيم من الضيوف يأكلون ويشربون على مائدته . وكان منزلهُ في الصالحية يجلس أمامه على مقعد مخصوص وله عدة أولاد أحدهم سعيد باشا الذي بعدما تقلب في مناصب عديدة اتصل أن يصير أمير الحج وقضى حياته بهذه الوظيفة وأصبح غنياً جدا ًوكان له ابنة وحيدة تزوجها أحمد باشا اليوسف وتوفت في حياته وقد خلف معظم تركته إلى حفيده الذي تعين مكانه في غمارة الحج رغماً عن صغر سنه وهو باقٍ في إمارة الحج حتى الآن ويدعى عبد الرحمن باشا اليوسف وهو أغنى وأكرم رجل في سوريا وقلّ من يكون غنياً كريماً وقد كان سعيد باشا أو متصرف تعين على البلقاء وتوفي بغنى عظيم .

شندين آغا والبدوي
أمر أحد ولاة الشام بشنق بدوي لذنب ارتكبه وبالصدفة كان شندين آغا حاضراً فتوسط لدى ولاة الأمر حتى عفي عنه وبعد بضع سنوات تغيب شندين آغا عن دمشق لأسباب لا نعلمها وترك عائلته في الشام وكان كل سنة يأتي إلى منزله شخص يدعي أنه آتٍ من قبل شندين آغا ومعه كل مؤونة البيت من قمح وشعير وسمن وأرز وما شاكل وظل على هذه الحال نحو أربع سنوات حتى حضر شندين آغا وعاد إلى دمشق . فسأله أهل بيته عن الشخص الذي كان يرسل لهم معه مؤونتهم السنوية ، فتعجب من كلامهم وقال لهم أنه في مدة غيابه لم يرسل شيئاً فانذهلوا لقوله وفي آخر السنة أتى ذات الشخص ومعه المؤونة المعتادة وقال لهم أنها مرسلة من شندين آغا ، فخرج عندئذٍ للقائه وحين رآه عرفه فسأله عن سبب عمله ، أجابه أرجوك عتقي لأنك من حين توسطت لي وخلصت حياتي أوقفتها لك وأقسمت يميناً أن ثمرة أتعابي تكون كلها لك وها قد مرّ عليَّ خمس سنوات أقدم لمنزلك كل ما أجنيه فعتقه شندين آغا شاكراً له هذه المروءة التي دعته أن يتذكر ما أجراه معهُ من المعروف . فلله أين توجد هذه المروءة وهذا الكرم والوفاء .