شغلي
الطبي في الشام
لما اكتريت محلي في
الشام وعزمت على الإقامة فيها كتبت إعلان ونشرته في المدينة وهذا نصه:
قد حضر إلى هذه
المدينة الدكتور شاكر الخوري وهو تلميذ مدرسة القصر العيني بمصر ويعاين المرضى
بمحله الكائن بباب توما في لوكاندة الحموي ومن اختصاصاته مداواة أمراض العين على
اختلافها ولا يطلب أجرة إلا بعد شفاء المريض
وجعلت هذه الجملة
الأخيرة رواجاً عظيماً عليّ وفي اليوم الثاني كان ازدحام المرضى لا يقدر وهم
يزيدون على المائة أعمى تقريباً فصففتهم بالدار وابتدأت بمعاينتهم وكنت الذي أرى
داءه غير قابل الشفاء أخرجه من الصف وأرسله من حيث أتى أما الباقون فكلفتهم أن
يعودوا إلى منزلي لإجراء العملية لهم وأشترط عليهم أن يبقوا في منزلي بغرفة مخصوصة
لينالوا الشفاء التام وأجريت منها خمس عمليات كحدقة صناعية وكتركتا ((ماء زرقاء))
وبعد ثمانية أيام شفي الخمسة عميان وكانوا من الذين يمشون أمام الأموات ومشهورين
بعماهم فأبقيتهم عندي إلى يوم الجمعة وكلفتهم أن يذهبوا إلى الصلاة في الجامع
الأموي وأن يعودوا إلى منزلي وأبقيت عصيهم رهناً عندي وبعد الظهر رجعوا إليَّ
ومعهم جم غفير يتعجبون من شفائهم ورأيت فتاة تتسول بالمحلات العمومية وعينها شطراء
فأعطيتها ليرة فرنساوية لتقبل معي أن أجري لها عملية وأبقيتها عندي حتى نالت
الشفاء وعادت إلى صنعتها فكان كل من يراها يعجب من شفائها وهذا العمل هو الذي سبب
لي النجاح لأن أطباء دمشق المخصوصين لأمراض العين كانوا من الدجالين من عائلة بيت
صخر وعائلة أخرى تدعى عائلة الكنفاني وبعد مدة خرجت من منزلي الأول واستأجرت محلاً
شرقي البطريركخانة المارونية ملك الغبيني واضطررت أن أشتري أثاثاً وأمتعة لأن
المنزل الأول الذي كنت استأجرته كان بأمتعة من صاحبه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق