الأربعاء، 19 مايو 2010

السبت، 15 مايو 2010

حبيبتي دمشق الشام


Posted by Picasa

بيوت الشام


Posted by Picasa

رحلة ذكريات شحصية


Posted by Picasa

الفرواتي


Posted by Picasa

الدكتور شاكر الخوري

شغلي الطبي في الشام
لما اكتريت محلي في الشام وعزمت على الإقامة فيها كتبت إعلان ونشرته في المدينة وهذا نصه:
قد حضر إلى هذه المدينة الدكتور شاكر الخوري وهو تلميذ مدرسة القصر العيني بمصر ويعاين المرضى بمحله الكائن بباب توما في لوكاندة الحموي ومن اختصاصاته مداواة أمراض العين على اختلافها ولا يطلب أجرة إلا بعد شفاء المريض
وجعلت هذه الجملة الأخيرة رواجاً عظيماً عليّ وفي اليوم الثاني كان ازدحام المرضى لا يقدر وهم يزيدون على المائة أعمى تقريباً فصففتهم بالدار وابتدأت بمعاينتهم وكنت الذي أرى داءه غير قابل الشفاء أخرجه من الصف وأرسله من حيث أتى أما الباقون فكلفتهم أن يعودوا إلى منزلي لإجراء العملية لهم وأشترط عليهم أن يبقوا في منزلي بغرفة مخصوصة لينالوا الشفاء التام وأجريت منها خمس عمليات كحدقة صناعية وكتركتا ((ماء زرقاء)) وبعد ثمانية أيام شفي الخمسة عميان وكانوا من الذين يمشون أمام الأموات ومشهورين بعماهم فأبقيتهم عندي إلى يوم الجمعة وكلفتهم أن يذهبوا إلى الصلاة في الجامع الأموي وأن يعودوا إلى منزلي وأبقيت عصيهم رهناً عندي وبعد الظهر رجعوا إليَّ ومعهم جم غفير يتعجبون من شفائهم ورأيت فتاة تتسول بالمحلات العمومية وعينها شطراء فأعطيتها ليرة فرنساوية لتقبل معي أن أجري لها عملية وأبقيتها عندي حتى نالت الشفاء وعادت إلى صنعتها فكان كل من يراها يعجب من شفائها وهذا العمل هو الذي سبب لي النجاح لأن أطباء دمشق المخصوصين لأمراض العين كانوا من الدجالين من عائلة بيت صخر وعائلة أخرى تدعى عائلة الكنفاني وبعد مدة خرجت من منزلي الأول واستأجرت محلاً شرقي البطريركخانة المارونية ملك الغبيني واضطررت أن أشتري أثاثاً وأمتعة لأن المنزل الأول الذي كنت استأجرته كان بأمتعة من صاحبه 





المغنيتان ليلى وساره



المغنيتان ليلى وسارة
في إحدى الليالي دعى حايم الحكيم الموسيو لوتيكه قنصل ألمانيا في الشام وكانت هاتان المغنيتان بهجة تلك الليلة التي دعيت إليها وحين ابتدأ الغناء وعزف الآلات جلست في إحدى زوايا المقعد صامتاً مسروراً لأنني كنت ولم أزل أعتبر صنعتي فلا أظهر خفة ولا طيشاً حين أسمع أصواتهما الرخيمة ولا انشغافاً بجمالهما وكانتا مصنعتي الوجه بالأحمر والأبيض والكحل وتجلبنان انتباه الحاضرين بلطفهما فضلا ًعن جمالهما وصوتهما وكانت تلك الليلة زاهية زاهرة وكنت مسروراً جداً لأنني أحب استماع الصوت الحسن غير أني تضايقت من كتم إحساساتي فشفقت على المرائين الذين يخفون شعورهم وأتصور ما يكابدونه من العذاب وهذا العذاب هو قصاص المرائين لأنه كم يلزم للمرائي من العناء والتعب والقهر حتى يخفي ما يشعر به فمثله كمثل جائع ينكر جوعه وألم معدته يقطعه نعم إن هذا الألم قصاص إخفاء إحساساته وكان الحضور مبتهجين يصيحون آه يا ستي لأن هذا الهياج والصراخ يزيد المغنيات تحمساً أما السكوت فيخجلهن ولذلك أرى أنه من الضروري وجود البعض من السامعين يفعلون هذه الحركات إذ ما أقبح السامع إذا كلمهُ شخص وبدأ يتثاءب ويتمطى أو لا يبدي إشارة تدل على فهمه ما قيل له لأن هذه البلادة تعد قلة أدب وسوء تربية أما أنا فبدلاً من أن أتهيج كالباقين أو أظهر بلادة تسأم السامعين والمغنين أخذت قلماً ونظمت شعراً بهاتين المغنيتين سارة وليلى وهاك ما نظمته :
وليل مظلم أجلتهُ ليلى     ببدر جبينها فغدا نهارا
وأرخت شعرها فبدا ظلام طلبت البدر قالوا البدر سارا
أبو الآباء ابراهيم قبلي     بها قد هام عن صغرٍ وحارا
وفرعون له فيها مقال      على إبرام كالحساد غارا
فتى أم اليهود رأت لموسى  على الخدين في العليق نارا
لقد قال اليهود بصلب عيسى     كما قد جاء في كتب النصارى
على أولادنا وكذا علينا    دم المصلوب طول الدهر صارا
أرتني بالخدود دما مسيحي فزادتني برؤيتها وقارا
هممت بأن أتمم فرض ديني بتقبيل فأظهرت النفارا
ولما أن رأت تقوى فؤادي لقد سمحت بتقبيل العذارا
فرحت ولا أشك بعفو ذنبي       لو أني للمسيح أخذت ثارا

Posted by Picasa

السبت، 8 مايو 2010

نساء دمشق ايام زمان



أيام زمان ، لم يكن مسموحاً للمرأة الدمشقية بمغادرة بيتها متى شاءت ،وكيفما اتفق بل كان خروجها يلزمه موافقة ولي أمرها ،من أب ،أو زوج ،أو أخ ،وكان خروجها محّدداً وقصير المدة ،لقضاء حاجات ضرورية ،ولم يكن الرجل الدمشقي ليسمح لابنته ،أو زوجته ،أو أخته بالعمل .
إلا في حالة الضرورة القصوى وفي مهن مدروسة متعارف عليها في ذلك الوقت . مايهم الرجل في المقام الأول من المرأة هو رعاية شؤونه وشؤون منزله وتربية أطفاله ،ما يجعل المرأة ملازمة لبيتها طوال النهار ، لتثبت جدارتها أمام زوجها ،معيلها الأول ، لكن عندما تعترض المرأة الدمشقية ظروف سيئة تدفعها للعمل ومغادرة المنزل ،يكون أمامها عدة خيارات ،عليها أن تختار إحداها لتدفع عنها ظلم الحياة وقسوة الدهر . ‏ 

ومن الأعمال التي التصقت بالمرأة ،والتي تعد من الأعمال المهمة في ذلك الوقت ،هي مهنة «القبالة ».وكانت القابلة تسمى «الداية »،وهي التي تقوم بعملية التوليد في البيوت . إذ كان من النادر أن يقوم الطبيب بتوليد المرأة ،وكانت هذه المهنة تنتقل بالوراثة ،أو بالتعلم على يد داية خبيرة كبيرة في السن ،ولكل حارة من حارات الشام العتيقة «داية» معروفة ،فإذا ما دخلت الزوجة مرحلة الطلق ،أي «المخاض »هب الزوج إلى تلك الداية ،فيصطحبها إلى بيته ،ولو كان ذلك في منتصف الليل ،وتقوم الداية بفحصها وتعمل على استيلادها بالخبرة التي اكتسبتها ،مستعينة بالماء الساخن ،وبأدوات بدائية ،وخرق نظيفة . ثم يقوم الزوج بعد إتمام مهمتها بإكرامها ، بما يتناسب مع وضعه الاجتماعي . وكانت القابلات أيام زمان يرضين بأي مبلغ يعطى إليهن من فقير ،وأحياناً كن يعملن دون أجر ،وبعضهن كن يجدن في هدية بسيطة من والد فقير التكريم الذي كن ينشدنه من عملهن الإنساني . ‏ 

ومن المهن المشهورة أيام زمان ،مهنة «البلانة »وهي من أبرز العاملات في حمام السوق . كانت مهمتها رعاية شؤون المستحمات وجلب ماء الشرب إليهن ،إذا طلبن ، وتفريك ظهورهن ،وتلييفها حسب طلبهن . وكانت هذه المهنة تتطلّب جَلَداً وصبراً وقدرة على التحمل في الخروج من الحر في (الجواني ) إلى (البرانى ) بسرعة ، وعلى تحمل العكس ،وكانت الإكراميات الممنوحة لهن لا تسّد الرمق ،وتعيل أسرة البلانات بشق الأنفس ،والمحظوظة منهن من كانت تعمل في حمام واقع في حّي يسكنه كبار القوم ،لأن النساء الغنيات كن يدفعن الإكراميات ،أمّا المستحمات الفقيرات فكن يتهربن بحجة قلة الفراطة ،أو بالتطنيش ،لأن الإكرامية ليست إلزامية . ‏
وعملت المرأة الدمشقية أيام زمان «عشّية »، والعشية هي التي تطبخ الطعام بالأجرة , حيث كان الميسورون لا يطبخون طعامهم بأيديهم ،بل يستأجرون من يطبخه لهم . ومن الشروط الواجب توفرها في العشية أن تكون فنانة في صنع الطعام وطبخه ،أن يكون (نَفَسَها )ذكّياً في الطبخ والنفخ , وكانت تتقاضى أجراً معلوماً في الأسبوع عن خدماتها ،بالإضافة إلى تناولها من الطعام الذي تطبخه , أو حملها منه لأطفالها إن كانت غير مقيمة . ‏
و«الخجا » أيضاً مهنة دمشقية مندثرة ،فهي التي كانت تعلم صغار الأطفال المبادىء الأولى في القراءة والكتابة ،وغالباً ما كانت تفرد غرفة من غرف بيتها لاستقبال الأطفال ،ذكوراً وإناثاً ،من الصباح إلى الظهر ،أو المساء ،وتحاول أن تعلمهم ما يمكن لمداركهم أن تتعلمه في هذه السن , وكانت تحتفظ بالأطفال في منزلها , في الوقت الذي تنصرف فيه أمهاتهم إلى أعمالهن في البيوت , وكانت تتقاضى لقاء ذلك أجراً معلوماً يسمى «جمعية »، وغالباً ما كانت تسأل الخجا نهاية كل أسبوع الصغار:«وين الجمعية ؟ »، فيمدون أياديهم إلى جيوبهم ويخرجونها ،وكان الأهل يرسلونها إلى الخجا بهذه الطريقة ،أو يأتون بأنفسهم لدفعها . ‏
ومن الأعمال التي زاولتها الدمشقية أيضاً أيام زمان ،« الخّياطة »،وبعض النساء كن يفتحن في بيوتهن مدارس خياطة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى ،حيث كانت الخّياطة تفصّل وتخيط الثياب النسائية حسب الموضة ،مستعينة بماكينة خياطة بدائية تدور باليد أو بالرجل ،إذ لم تكن الماكينات الكهربائية قد دخلت البيوت بعد . وكانت بعض الأسر ترسل بناتها لتتعلم الخياطة عند إحدى الخياطات الماهرات في بيتها ،وتفرد لها غرفة أو قاعة ،وكثيراً ما كان يوجد خمس أو ست فتيات يتعلمن الخياطة عند خياطة واحدة ،وكانت هذه المهنة توفّر دخلاً جيداً لمن يعملن بها ، وبخاصة لمعلمات الخياطة . ‏
وهناك مهن أخرى كثيرة ومتنوعة كانت تزاولها المرأة الدمشقية بحبًّ وإخلاص مثل «كوايّة الشعر »،حيث كان كوي الشعر على البخار سائداً ،أيام الأعراس والمباركات وحفلات الختان. وأيضاً مهنة «التحفيف »وكانت العاملة في هذا الكار تسمى «المحففة »، وهي التي كانت تدّق أبواب زبوناتها لتعمل على تجميلهن ،ومساعدتهن في نزع الشعر الزائد من أبدانهن وفي تقليم أظافرهن , تماماً ما يوازي «البد يكور » في زماننا هذا . غير أن هذه المهنة كانت خاصة بعالم الثريات والميسورات من ذوات الحسب والنسب . ‏
وكما نرى فإن المهن التي عملت بها المرأة الدمشقية , كانت تتماشى مع روح العصر القديم وتقاليده ،والتي غالباً ما قضى عليها تبدّل المفاهيم ،وانتشار الوسائل العصرية الحديثة واختلاف نمط الحياة والعيش ،وأخيراً ملامسة المرأة لواقعها والتمرد عليه، والسعي نحو الأفضل . ‏